عند نقطة التفتيش

كان كريستوفر في صيف 2003 يعمل عند نقطة تفتيش خارج مدينة الحويجة شمال العراق وكان في المشاة حيث كانوا يوقفون كل عربة تحاول الدخول فتفتش عن الأسلحة والمتفجرات والمشتبه بهم 0 في يوم صيفي ذاك العام كان كريستوفر في نقطة التفتيش عندما اقتربت عربة منها شاهدها بمنظاره ووجد أنها شاحنة تويوتا صغيرة وضع منظاره جانبا“ ورفع سلاحه اقتربت الشاحنة البيضاء من اللافتة الأولى المكتوب عليها (خفف السرعة استعد للوقوف) ولكن لم تحاول الإبطاء ، قام بإطلاق رصاصات تنبيه هو ورفاقه ولكنها لم تبطئ ووصلت إلى اللافتة الثانية المكتوب عليها (ستستخدم قوة مميتة إذا لم تتوقف ) وخوفا“ من أن تكون الشاحنة محملة بالمتفجرات أمر القائد جميع العناصر بفتح النيران على الشاحنة حيث بدأ الدخان الأسود يتصاعد من تحت غطاء السيارة مع انحرافها يمنة ويسرة وتوقفت حيث قام كريستوفر بإطلاق المزيد من الرصاصات على باب السائق ثم أمرهم قائدهم بوقف الرصاص ، حيث كان السائق مائلا“ إلى الباب وهو محني والدماء تسيل من رأسه وذراعيه وصدره ، فتح كريستوفر باب السائق فسقط جسده على الأرض وبعنف شديد كان باب مرافق السائق يفتح ونزل منه صبيا في الثامنة أو التاسعة يركض حول مقدمة السيارة ويحوم حول الجسد الذي مزقته الرصاصات صارخا“ وباكيا“( أبي ) ولحسن الحظ لم يصب الولد بأذى لأن رصاصاتهم كانت تجاه السائق ، ما كان على كريستوفر ورفاقه إلا المراقبة بذعر آنذاك 0 هل كان من الممكن تفادي إطلاق النار؟ بالنسبة للعناصر كانوا ينفذون أوامر ويقومون بعملهم وهو العمل الذي أمروا به بشكل غير مباشر من قبل الكونغرس والبيت الأبيض دون أي اعتبار للقانون الدولي ولا الإنسانية 0 كيف كان بالإمكان أن يعلموا أن الشاحنة كانت تحمل أبا“ وابنه عائدين من حقلهما وقد تعطلت المكابح؟ وكيف يستطيعون أن يشرحوا ذلك للصبي الذي رأى أباه البريء يقتل بيد قوات أميركية تحتل وطنه ؟