السمكة المغرورة بديعة والاصدقاء ريري وطاطا
يحكى أنه كانت سمكة ملونة تسكن بقاع البحر وكان اسمها بديعة ... وكانت بديعة مغرورة بجمالها ... وكان لها صديقان , المحارة ريري , والأخطبوط طاطا ...
واعتادوا أن يلعبوا معا بالكرة ويغنون أثناء لعبهم ويمرحون ... وفي إحدى المرات كانت بديعة تلعب مع أصدقاءها وهي تغني معهم ( بالكرة نلعب نلهو نمرح ... بالكرة نلعب بالكرة نفرح )
وفي أثناء ذلك انزلقت المحارة ريري ووقعت في حفرة فصرخت مستغيثة بصديقيها بديعة وطاطا ... ولكن بديعة لم ترد عليها بل استمرت في اللعب والغناء ... ولما طلب منها طاطا أن تساعده في إنقاذ صديقتهم ريري رفضت بشدة وسألت بتعجب : وكيف تطلب مني أنا بديعة أجمل مخلوقات البحار أن أساعد هذه المحارة قبيحة الشكل... اتركها وهيا نلعب من جديد .
فتعجب طاطا من ردها وقال لها: أتتركين صديقتك وتطلبين مني أن أتركها ؟!!! لا لن يكون هذا أبدا , وليس طاطا الذي يتخلى عن أصدقاؤه ... وتركها وأسرع لريري يمد لها أحد أزرعه في الحفرة لتمسك بها ويرفعها بسرعة ...
خرجت ريري والدموع تملأ عينيها, تعاتب صديقتها بديعة على موقفها , فلم تأبه بها , فنهرها طاطا وربت على كتف ريري وساعدها لتصل لبيتها ترتاح
وفي اليوم التالي ظهرت في المنطقة سمكة كبيرة متوحشة وكانت تأكل كل من يقابلها من المخلوقات البحرية الصغيرة والنباتات فاختبأت الأسماك الصغيرة من شر هذه المفترسة المتوحشة ... وبينما كانت بديعة مختبئة في مخبأ أمين كانت تشعر بجوع شديد ولكنها لا تستطيع الإقتراب من العشب فلو فعلت ذلك لأكلتها السمكة ... وكان حال بديعة كحال معظم الكائنات الصغيرة
ولما طال الوقت واستبد الجوع ببديعه اقتربت من العشب ببطئ فرآها طاطا وريري اللذان كانا مختبئان في مكان قريب ... وتملكهما الرعب ... وفي نفس الوقت لمحتها السمكة المتوحشة فبدأت تقترب من مكانها لتلتهمها فتقدم طاطا مسرعا فألقى في طريق السمكة المتوحشة من حبره فتعكر الماء وأخذ بديعة ليهرب ... ولكنه لم يستطيع ان يعرف إلى أي اتجاه يهرب, فقد يندفع لفم هذه المتوحشة , فإذا بريري تفتح فاها فتظهر لؤلؤة جميلة تظئ لهما المكان , فيعرفون اتجاههم فينطلقون جميعا مسرعين ... فتلفتت السمكة المتوحشة وقالت لنفسها بصوتها الأجش :- لم يعد هذا المكان يروقوني ... فبعد أن تجرأ علي هؤلاء الصغار ستبدأ المقاومة من هنا وهناك .... وأنا لا أحب المقاومة ...وهكذا رحلت السمكة المتوحشة ... ولكن هل عاد الأصدقاء الثلاثة كما كانو ... لقد كانت بديعة خجلانة جدا من نفسها ... فقد تعلمت درسا قاسيا ولذلك اعتذرت لصديقيها فقالت لهما ... لقد عرفت كم كنت حمقاء ... فلكل مخلوق في هذه الدنيا جماله .. فأنت يا طاطا أشجع أخطبوط عرفته , ولريري المحارة لؤلؤة هي أجمل ما رأيت في حياتي ... هل تقبلون توبتي ... هل تقبلونني صديقة بعد ما حدث مني
... فقالا لها : بالطبع ...
وعاد الأصدقاء الثلاثة يلعبون من جديد ويغنون اغنيتهم المفضلة