ليتني طيرا يطير

كعادتي كل صباح بعد شروق الشمس اجلس في فناء المنزل اردد اذكار الصباح واحمد الله على عودة ارواحنا في ابداننا من جديد بعد موته صغرى دخلنا بها وهي النوم..
وها نحن نعود لحياتنا من جديد وليوم جديد وهو على عملنا شهيد..


جلست اتأمل في تلك الطيور الصغيرة التي تاتي فتحط رحلها على شجرة صغيرة و عشب اخضر فتأكل ما تجده بين يديها من طعام او تتزود من مياه الاشجار التي ارتوت بها الاشجار فانتشت طربا وفرحا وتجمعت على اوراقها قطرات الندى فجاءت تلك الطيور لتحط على تلك الاوراق فتمتمص ما بقي من مياه لتنتعش هي الاخرى وتسري الروح في جسدها بسريان الماء


في منظر مهيب ورااائع ووقفة للتأمل تدل على عظمة الخالق عزوجل الذي قسم تلك الارزاق بين مخلوقاته جميعا..
ثم عاودت تلك الطيور الطيران بحثا عن رزق اخر في ارض اخرى وجلست ارمقها حتى اختفت عن ناظري وحلقت في سماء بعيده عن سمائي غير مباليه بما واجهته في سمائي المهم ان تصل لما تصبو اليه..
جلست اتأملها فقلت في نفسي ليتني كنت طيرا نعم طير مااجمل روحه ومااخفه ليتني كنت مثله..
وبخفته لانه لا يحمل اي ثقل من الذنوب والمعاصي التي نحملها نحن ولا يحمل اي هم من هموم دنياه انما يسعى بحثا عن رزقه الذي هوعلى يقين ان الله كتبه له وسيصل اليه..يبحث عنه في خفة متناهية واستبشار وفرح ليتني كنا طيورا نعيش بقلب طير لا نحمل اي ضغينه على احد او حقد او حسد ليتنا كنا طيورا نحلق في القمة ولا نجالس من هم على الارض انما نرتقي بطموحنا واهدافنا ونطير مع من طاروا في سماء اصحاب القمم والهمم هناك باحثين عن قمم يسكنون فوقها ويتغنون بتحقيق امالهم
وطموحهم فيها..
تعلمت دروسا من ذلك الطير الصغير انني يجب ان اعيش بنفسية صافية كصفاء الطيور وبروح الامل والتفاؤل انني سأجد الافضل دوما ان بحثت عنه وبذلت من اجله
ان رزقي بيد الله وان الله سيرزقني كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا
فأنا مسلم نعم مسلم وربي شاء لي ان احلق كالطيور بهمة عالية
اذا عشنا بهذه الروح وهذا المبدأ وهذا التفاؤل والامل مع العمل فلن نحزن ولن نغتم ولن نهتم
صدقا تمنيت لو انني كنت طيرا صغيرا يطير ويبحث عن رزقه وبهمة لا تعرف الملل والفتور
ليتني كنت طيــــــــرا!!