كل عين تذرف الدمع أحزان ..
وما كل من يضحك يعيش في سعادة ..
كم واحد دمعته على الخد هتان ..
من زود همه يذرف الدمع عـــــــادة ..
يحاول يبتسم قدر الإمكــــــــان ..
ويصحك ونار الحزن في فــــــــؤاده ..
عندما يفقد الإنسان كل ما لديه...
يفقد أخاه..
يفقد صديقه..
يفقد حبيبه..
يفقد قريبه..
يفقد كل من هو وما هو عزيز عليه..
حتى يكاد يفقد أبسط ما يملك..وهي ...ابتسامته..
ولا يصبح قادراً على الارتياح في وحدته...والتجوال بأفكاره..والاستمتاع بخياله.. والسفر بمشاعره ووجدانه نحو الأفق البعيد..
ستأتي لحظة يشعر بأنه قد جرد فيها من الإحساس..ومن السعادة..
جرد فيها من العزيمة.. ومن القوة..
جرد فيها من الأحلام.. ومن الآمال..
جرد فيها من......... الحياة..
فتأتي تلك الدمعة..
تلك الدمعة الحارة.. التي تترقرق على وجنة ذلك الإنسان الضعيف.. ببطء شديد..
كإجابة عن فقدانه لكل ما يملك..
لتظهر له طريقين..
طريق تكمل فيه الدمعة مشوارها.. لتختفي.. وتفتح المجال لكثير من أخواتها.. لتسلك هذا الطريق من بعدها.. و لا يتغير في الأمر شيئاً..
فتجد أن علم هذا الطريق اليأس.. وشعاره الندم..
حتى يكاد علم هذا الطريق وشعاره يلازمان الإنسان أينما ذهب..ليصبح.. جسداً بلا روح..
ليسير ضعيفاً.. حائراً .. تائهاً ..بلا أمل..وبلا إحساس.. لا يعرف ماله.. وما عليه..في هذه الحياة القاسية..
أما الطريق الآخر..فيظهر فيه بصيص نور يدعى.."بصيص أمل"..
بصيص أمل يجدد الروح.. ويعيد تكوينها.. ويبحث فيها عن ما يسمى..بالتحدي..
عن ما يسمى.. بالتكيف..
عن ما يسمى .. بالتفاؤل..
بصيص أمل يمنع من النظر إلى الوراء..إلى الظلام..
بصيص أمل يشجع على النظر إلى الأمام .. والسير نحوه قدماً..
بصيص أمل مطلع على الجانب المشرق.. الجانب البهي..
مطلع على الجانب المبشر بكثير من الآمال.. والأماني..
المبشر بكثير من النجاح والسعادة..
المبشر بكثير من.. "الحيـــــــــــــاة"..
عندما تريني أمسح هذه الدمعة المؤلمة..القاسية.. الحارقة.. التي نزلت رغماً عني.. والتي كانت بمثابة إجابة لما نقش على قلبي من الآلام والأوجاع..
فاعلمي أنني لا أفعل ذلك لأوقف طريقها فحسب.. تاركا المجال لدموع كثيرة بعدها بالظهور.. ومثبتة بذلك استسلامي .. وتقبلي للواقع الكئيب..
بل إنني أفعل ذلك.. لرفضي للضعف.. وإيماني بالعزيمة..
لرفضي للحزن.. وإيماني بالابتسامة..
لرفضي لليأس..وإيماني.. وأملي.. في الحياة..
تلك الحياة التي تسعدني.. التي تقنعني..
الحياة التي تدفعني للنور .. للأمام..للآمال..وتأخذني من الظلام.. والماضي..واليأس..
الحياة التي تجعلني أسير على الأرض.. ملكا..
ملكا بمشاعري..و بوجداني..
ملكا بآمالي ..و بأفكاري..
ملكا بحناني ..و برقتي..
ملكا بعقلي..ملكا بحبي..بل..
ملكا....... بقلبي..